(23) والتمارى، والمماراة. والمراء. وأصل الباب الاستدرار. ويقال: بالشكر تمترى النعم اي تستدر. وقال الحسن، والربيع، والجبائي: معنى الآية " فلا تكونن من الممترين " في الحق الذي تقدم اخبار الله به من أمر القبلة، وعناد من كتم النبوة وامتناعهم من الاجتماع على ما قامت به الحجة. وقال بعضهم: " لاتكونن من الممترين " في شئ يلزمك العلم به. وهو الاولى، لانه أعم، والخطاب وان كان متوجها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فالمراد به الامة كما قال تعالى: " يا أيها النبي إذا طلقتم " (1) وقال: (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين) (2). وقال قوم: إن الخطاب له، لانه إنما لايجوز عليه ذلك لملازمته أمر الله. ولو لم يكن هناك أمر لم يصح أن يلازم. والنون الثقيلة يؤكد بها الامر والنهي، ولا يؤكد بها الخبر، لما كان المخبر يدل على كون المخبر به، وليس كذلك الامر والنهي، والاستخبار، لانه لايدل على كون المدلول عليه، فألزم الخبر التأكيد بالقسم وما يتعبه من جوابه، واختصت هذه الاشياء بنون التأكيد ليدل على اختلاف المعنى في المؤكد. ولما كان الخبر أصل الجمل أكد بأبلغ التأكيد وهو القسم. قوله تعالى: (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير). (148) آية بلا خلاف. القراءة: قرأ ابن عامر وابوبكر عن عاصم (مولاها). وروي ذلك عن ابن عباس ومحمد بن علي، فجعلا الفعل واقعا عليه. والمعنى واحد، كذا قال الفراء. ــــــــــــــــــــــ (1) سورة الطلاق: آية 1 (2) سورة الاحزاب آية: 1.