(13) قوله تعالى: " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما تعملون " (144) آية بلا خلاف. القراءة: قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وابوجعفر، وروح " عما تعملون " بالتاء. الباقون بالياء. النزول: وقال قوم ان هذه الآية نزلت قبل التي تقدمتها: وهي قوله: (سيقول السفهاء) المعنى: إن قبل لم قلب النبي (صلى الله عليه وآله) وجهه في السماء، قلنا عنه جوابان: احدهما - انه كان وعد بالتحويل عن بيت المقدس، وكان يفعل ذلك انتظارا وتوقعا لما وعد به. والثاني - انه كان يحبه محبة الطباع، ولم يكن يدعو به حتى ادركه فيه، لان الانبياء لايدعون إلا بما أذن لهم فيه لئلا تكون المصلحة في خلاف ما سألوه فيكون في ردهم تنفر عن قبول قولهم. وهذا الجواب يروى عن ابن عباس، وقتادة. وقيل في سبب محبة التوجه إلى الكعبة ثلاثة اقول: أولها - قال مجاهد: انه أحب ذلك، لانها كانت قبلة ابراهيم - حكاه الزجاج - انها احب ذلك استدعاء العرب إلى الايمان.