(5) وقوله (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) (ذلك) إشارة إلى بعث الرسول بين الله تعالى ان إرساله الرسول (فضل) من (الله) ونعمة (يؤتيه) أي يعطيه (من يشاء) بحسب مايعلمه من صلاحه مبعثة، وتحمل أعباء الرسالة (والله ذو الفضل العظيم) على عباده بما يفعل بهم من التفضل والاحسان ساعة بعد ساعة. وقوله (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها) معنا (مثل الذين حملوا التوراة) يعني العمل بها وبما فيها، فحفظوها ودونوها في كتبهم ثم لم يعملوا بما فيها (كمثل الحمار يحمل اسفارا) قال ابن عباس: الاسفار الكتب واحدها سفر، لانها تكشف عن المعنى باظهار حاله، يقال: سفر الرجل عن عمامته إذا كشف، وسفرت المرأة عن وجهها وهي سافرة، وإنما مثلهم بالحمار لان الحمار الذي يحمل كتب الحكمة على ظهره لايدري بما فيها، ولايحس بها كمثل من يحفظ الكتاب ولايعمل به، وعلى هذا من تلا القرآن ولم يفهم معناه وأعرض عن ذلك اعراض من لايحتاج اليه كان هذا المثل لاحقا به. وإن من حفظه وهو طالب لمعناه وقد تقدم حفظه فليس من أهل هذا المثل. وقوله (بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله) معناه بئس القوم قوم هذا مثلهم، وهم الذين كذبوا بحجج الله وبيناته. ثم قال (والله لايهدي القوم الظالمين) يعني الذين يظلمون نفوسهم بارتكاب المعاصي لايحكم بهدايتهم، ولايرشدهم إلى طريق الجنة. قوله تعالى: (قل ياأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين (6) ولايتمنونه