(487) وقالوا: " نحن ابناء الله واحباؤه " (1) وقالوا: " لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أونصارى " وقالوا " كونوا هودا أونصارى تهتدوا " وغرضهم بذلك الاحتجاج بان الدين ينبغي ان يلتمس من جهتهم، وأن النبوة اولى أن تكون فيهم وليس الامر على ما ظنوا، لان " الله اعلم حيث يجعل رسالته " (2) ومن الذي يقوم باعبائها، ويتحملها على وجه يكون اصلح للخلق واولى بتدبيرهم. وقوله: " لنا اعمالنا " معناه الانكار لاحتجاجهم باعمالهم، لانهم مشركون، ونحن له مخلصون. وقيل معناه الانكار للاحتجاج بعبادة العرب للاوثان، فقيل: لاحجة في ذلك إذ لكل احد عمله، لا يؤخذ بجرم غيره. اللغة: والاعمال والافعال والاحداث نظائر. والاخلاص والافراد والاختصاص نظائر وضد الخالص المشوب. وقوله: " ونحن له مخلصون " فيه احتجاج بأن المخلص لله اولى بالحق من المشرك به. وقيل معناه: الرد عليهم بما احتجوا به من عبادة العرب للاوثان، بانه لا عيب علينا في ذلك اذا كنا مخلصين، كما لا عيب عليكم بفعل من عبد العجل من الاسلاف اذا اعتقدتم الانكار عليهم، بانهم على الاشراك بالله بالتشبيه له، والكفر بآياته. وقال ابن عباس: معنى " اتحاجوننا " أتجادلوننا. وقال مجاهد: معناه أتخاصموننا. وبه قال ابن زيد. ومعنى " في الله " في دين الله، والالف صورتها الاستفهام. ومعناه الانكار ويجوز في " اتحاجوننا " ثلاثة اوجه من العربية: الاظهار، والادغام، والحذف. فالادغام تشديد النون، والحذف تخفيف النون الواحدة. قوله تعالى: ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة المائدة: آية 20 (2) سورة الانعام: آية 124. (*)