(8) لا يقدر عليه غيره. ولا يتأتى من سواه، ممن هو قادر بقدرة، لانه لو تأتى من غيره لتأتى منا لانا قادرون أيضا بقدرة، فلما استحال منا علمنا استحالة ذلك ممن يجري مجرانا، فاذا الفاعل لذلك مخالف لنا، وانه قادر لنفسه. ثم اخبر تعالى ان فيما ذكره من انبات النبات من كل زوج كريم، لدلالة لمن يستدل بها، ومن يتمكن من ذلك، وإن اكثر الكفار لا يصدقون بذلك، ولا يعترفون به عنادا وتقليدا لاسلافهم، وحبا للراحة، وهربا من مشقة التكليف ومعنى " كل زوج كريم " يعني مما يأكل الناس والانعام، في قول مجاهد. وقيل: من الشئ ومشاكله في الانتفاع به. وقيل: من كل زوج كريم من انواع تكرم عند أهلها. وقيل: من كل نوع معه قرينه من أبيض وأحمر وأصفر. وحلو وحامض، وروائح وغير ذلك مختلفة. ثم قال " وإن ربك " يا محمد " لهو العزيز " الغني القادر الذى لا يعجز ولا بغلب " الرحيم " أي المنعم على عباده بأنواع النعم التي ذكرها. قوله تعالى: * (وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين (10) قوم فرعون ألا يتقون (11) قال رب إني أخاف أن يكذبون (12) ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هرون (13) ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون) * (14) خمس آيات بلا خلاف. قرأ " ويضيق صدري، ولا ينطلق لساني " بالنصب يعقوب، عطفا على " ان يكذبون " الباقون - بالرفع - عطفا على * (أخاف) * ويجوز أن يكون على