(6) عنقه إلى معصية. وقيل في وجه جمع " خاضعين " بالياء والنون وهو صفة (الاعناق) والاعناق لا تعقل، وهذا الجمع يختص بمن يعقل قيل فيه أربعة اقوال: احدهما - فظل اصحاب الاعناق لها خاضعين، وحذف المضاف، واقام المضاف اليه مقامه لدلالة الكلام عليه. الثاني - انه أراد بالاعناق الرؤساء والجماعات، كما يقال جاءه عنق من الناس أي جماعة. الثالث - ان يكون على الاقحام. قال ابوعبيدة، والمبرد " خاضعين " من صفة الهاء والميم، في قوله " اعناقهم " كما قال جرير: أرى مر السنين أخذن مني * كما أخذ السرار من الهلال (1) فعلى هذا يكون ترك الاعناق وأخبر عن الهاء والميم، وتقديره فظلوا خاضعين لها والاعناق مقحمة. الرابع - أنها ذكرت بصفة من يعقل لما نسب اليها ما يكون من العقلاء كما قال الشاعر: تمززتها والديك يدعو صياحه * إذا ما بنوا نعش دنوا فتصوبوا (2) ويروي نادى صباحه. ثم اخبر تعالى عن هؤلاء الكفار الذين تأسف النبي (صلى الله عليه وآله) على عدولهم عن ايمانهم انه ليس يأتيهم ذكر من الرحمن يعني القرآن. كما قال تعالى " انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " (3) وقال " إن ـــــــــــــــــــــــ (1) ديوانه " دار بيروت " 341 (2) قائله النابغة الجعدي. اللسان (نعش) (3) سورة 15 الحجر آية 9 (*)