(11) أحسبت " أن اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " بل ما خلقت من السموات والارض وما بينهن من العجائب اعجب من اصحاب اهل الكهف، وحجتي بذلك ثابتة (1) على هؤلاء المشركين من قومك وغيرهم من جميع عبادي، وهو قول مجاهد وقتادة وابن اسحاق. وقال قوم: معناه " أم حسبت " يا محمد " أن اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " فان الذي آتيتك من العلم والحكمة أفضل منه، وهو قول ابن عباس. وقال الجبائي: المعنى أحسبت " أن اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " ولو لم نعلمك ذلك لما علمته. والاول أشبه، لان الله تعالى جعل انزال سورد الكهف احتجاجا على الكفار بما واطأهم عليه اليهود، والمراد بالكهف في الآية كهف الجبل الذي أوى اليه القوم الذين قص الله شأنهم وذكر اخبارهم في هذه السورة. واختلفوا في معنى " الرقيم " فقال قوم: هو اسم قرية - ذهب اليه ابن عباس - وفى رواية أخرى عنه: أنه واد بين غضبان، وايلة، دون فلسطين، وهو قريب من ايلة. وقال عطية: " الرقيم " واد. وقال قتادة: " الرقيم " اسم الوادي الذي فيه اصحاب الكهف. وقال مجاهد: " الرقيم " كتاب تبيانهم. وفي رواية ايضا عن ابن عباس أن " الرقيم " هو الكتاب. وقال سعيد بن جبير: هو لوح من حجارة كتبوا فيه قصص اصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف، وهو اختيار البلخي والجبائي وجماعة. وقيل: جعل ذلك اللوح في خزائن الملوك، لانه من عجائب الامور. وقيل بل جعل على باب كهفهم. وقال ابن زيد: " الرقيم " كتاب، ولذلك الكتاب خبر، فلم يخبر الله عن ذلك الكتاب وما فيه. وقرأ قوله " وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون " (2) وقال: هو اسم جبل اصحاب الكهف، ـــــــــــــــــــــــ (1) في المخطوطة (قائمة) بدل (ثابتة) (2) سورة 83، المطففين آية 19 - 21 (*)