(9) من عند الله - حزنا وتلهفا ووجدا - بادبارهم عنك واعراضهم عن قبول ما اتيتهم به. و (أسفا) نصب على المصدر. يقال بخع نفسه يبخعها بخعا وبخوعا، قال ذو الرمة: ألا ايهذا الباخع الوجد نفسه * لشئ نحته عن يديه المقادر (1) يريد (نحته) فخفف. وما ذكرناه قول قتادة وغيره. وقوله " اسفا " قال قتادة: معناه غضبا وتقديره: فلعلك باخع نفسك إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا يعنى غضبا. وقال مجاهد: معناه جزعا. وفى رواية أخرى عن قتادة: حزنا عليهم. وفى رواية ثالثة عن قتادة حذرا. وكسرت (إن) لانها في معنى الجزاء ولو فتحت لجاز قال الشاعر: اتجزع أن بان الخليط المودع * وحبل الصفا من عزة المتقطع (2) وهذا معاتبة من الله لرسوله على وجده بمباعدة قومه إياه فيما دعاهم اليه من الايمان به والبراءة والآلهة والانداد، وكان بهم رحيما، وهو قول ابن اسحاق. وقوله " إنا جعلنا ما على الارض زينة لها " معناه انا جعلنا الذي على الارض من انواع المخلوقات جمادها وحيوانها ونباتها " زينة لها " يعني للارض " لنبلوهم ايهم " أي لنختبر عبادنا " ايهم أحسن عملا " يعني من اتبع امرنا ونهينا وعمل فيها بطاعتنا، وهو قول مجاهد. قوله تعالى " وإنما لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا " فيه اخبار من الله تعالى انا مخربوها بعد عمارتنا إياها بما جعلنا عليها من الزينة فنصيرها صعيدا جرزا، والصعيد ـــــــــــــــــــــــ مجاز القرآن 1 / 393 وتفسير الطبري 15 / 120 وهو في مجمع البيان 3 / 448 (2) مر هذا البيت في 1 / 349 من هذا الكتاب. (*)