(535) وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أهله هذه الاية. وما قلناه هو قول مجاهد وسعيد بن جبير وابن عباس. وقال محمد بن كعب القرطي: في هذه الآية رد على اليهود والنصارى حين قالوا اتخذ الله الولد - وعلى مشركي العرب حيث قالوا: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك. وعلى الصابئين والمجوس حين قالوا:، لولا اولياء الله لذل الله. فأنزل الله ردا لقولهم أجمعين. وليس لاحد أن يقول: كيف يحمد الله على ان لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، والحمد إنما يستحق على فعل ماله صفة التفضل، وذلك أن الحمد في الآية ليس هو على أن لم يفعل ذلك. وإنما هو حمد على أفعاله المحمودة، ووجه إلى من هذه صفته، لا من أجل أن ذلك صفته، كما تقول: أنا أشكر فلانا الطويل الجميل، ليس انك تشكره على جماله وطوله، بل على غير ذلك من فعله ومعنى " وكبره تكبيرا " صفه بصفاته التي لا يشركه فيها أحد. وقيل: كبره عن كل مالا يليق وصفه به.