(7) في انه لاينتفع بموجب العقل. وقيل ان المنى " أفلا تعقلون " أني اطلب بذلك نصحكم وصلاحكم فتقبلوه ولاتردوه. قوله تعالى: (وياقوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولاتتولو مجرمين) (52) آية بلاخلاف. هذه الآية عطف على ماقبلها، وفيها حكاية ايضا عما قال هود لقومه، فانه ناداهم، وقال " ياقوم استغفروا ربكم " اي اطلبوا منه المغفرة " ثم توبوا اليه " وانما قدم الاستغفار قبل التوبة، لانه طلب المغفرة التي هي الغرض، ثم بين مابه يتوصل اليها هوالتوبة، والغرض مقدم في النفس، لان الحاجة اليه ثم السبب، لانه يحتاج اليه من اجله. وقيل ان (ثم) في الآية بمعنى الواو، كماقال " خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها " (1) وكان جعل الزوج منها قبل جميع البشر. وقبل ان المعنى استغفروا ربكم من الوجه الذي يصح، من الايمان به وتصديق رسله، والاقلاع عن معاصيه، والتوبة من القبائح " ثم توبوا اليه " بمعنى استديموا على ذلك وجددوا التوبة بعد التوبة، لئلا يكونوا مصرين. وكل ذلك جائز وظاهر هذه الآية يقتضي أن الله تعالى يجعل الخير بالتوبة ترغيبا فيها، لانه وعد متى تاب العاصي يرسل السماء عليهم مدرارا وهوالدرر الكثير المتتابع على قدر الحاجة اليه دون الزائد المفسد المضر، ونصبه على الحال. وروي انهم كانوا أجدبوا، وانهم متى تابوا أخصبت بلادهم واثمرت اشجارهم وانزل عليهم الغيث الذي يعيشون به. ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة الزمر آية 6.