(19) التخلية، وإن وقع على وجه المعصية، كما قال تعالى: " أنا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا " (1). وقوله تعالى: " إن ربك لشديد العقاب " معناه إن ربك يا محمد لسريع العقاب لمن يستوجبه على كفره ومعصيته " وانه لغفور رحيم " اي صفوح عن ذنوب من تاب إليه من معاصيه ورجع إلى طاعته يستر عليهم بعفوه وبفضله رحمة بهم فلا ينبغي لاحد ان يصر ويأمن عقابه بل ينبغي ان يجوز سرعة عقابه فيبادر إلى التوبة والاستغفار. قوله تعالى: وقطعناهم في الارض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيات لعلهم يرجعون (167) آية اخبر الله تعالى انه قطع بني اسرائيل يعنى فرقهم فرقا في الارض " امما " يعني جماعات شتى متفرقين في البلاد، وهو قول ابن عباس، ومجاهد، وعلى اي وجه فرقهم؟ قيل فيه قولان: احدهما - فرقهم حتى تشتت امرهم وذهب عزهم عقوبة لهم. الثاني - فرقهم على ما علم انه اصلح لهم في دينهم. ثم اخبر عنهم فقال: من هؤلاء الصالحون يعني من بني اسرائيل الصالحون، وهم الذين يؤمنون بالله ورسله، ومنهم دون ذلك يعني دون الصالح، وإنما وصفهم بذلك لما كانوا عليه قبل ارتدادهم عن دينهم، وقبل كفرهم بربهم، وذلك قبل ان يبعث فيهم عيسى (عليه السلام). وقوله: " وبلوناهم بالحسنا والسيئات " معناه اختبرناهم بالرخاء في العيش ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة 19 مريم آية 84 (*)