(554) وفي الاية دلالة على أنه يجوز إلقاء التوراة للغضب الذي يظهر بالقائها ثم أخذها، للحكمة التي فيها من غير أن يكون إلقاؤها رغبة عنها. قوله تعالى: واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بمافعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين (154) آية بلاخلاف. الاختيار هو إرادة ماهو خير يقال: خيره بين أمرين فاختار أحدهما: والاختيار والايثار بمعنى واحد. أخبر الله تعالى أن موسى (ع) اختار من قومه سبعين رجلا وحذف (من) لدلالة الفعل عليه مع ايجاز اللفظ قال الشاعر: ومنا الذي اختير الرجال سماحة * وجودا إذا هب الرياح والزعازع (3) وقال غيلان: وأنت الذي اخترت المذاهب كلها * بوهبين إذ ردت علي الاباعر وقال آخر: فقلت له اخترها قلوصا سمينة * ونابا عليها مثل نابك في الحيا (4) يريد أختر منها، وقال العجاج: ـــــــــــــــــــــــ (3) قائله الفرزدق. ديوانه: 516 والنقائض 696 وسيبويه 1 / 18 واللسان (خير) وتفسير الطبري 13 / 155 والكامل للمبرد 1 / 21. (4) قائله الراعي النميري. طبقات فحول الشعراء: 450 ومعاني القرآن 1 / 395 وشرح الحماسة 4 / 37 وتفسير الطبري 13 / 146.