[5] المقدمة الطرق الى الله ... كما ورد في بداية هذا الكتاب أن هناك طريقاً مشرعاً في باطنِ كلِ قلب نحو الله عزّوجل، وتنطلق في روضةِ روح كلِ انسان انشودةٌ تعبر عنه، ولهذا السبب بالضبط، ونظراً لكثرة النفوس الانسانية، فان الطرق الى الله لا حصر لها، ولكلّ انسان نوع من الادراك والشعور المختص به حول الله تعالى. ولكن مع كل هذه الاختلافات فان وجهة الجميع واحدة، ويتحرك العالم بأسره نحوه. ويظهر في اعماقِ روحِ كلِ انسان برعم من معرفة ذاته وصفاته، وتتبسم في قلب كل انسان زهرةٌ من ازهار معرفته. ويرتفع دائماً من هذا "الوادي الايمن" نداءُ (اِنّي اَنا اللهُ) ويدعو الفطرة السوية الكامنة في كل النفوس الانسانية اليه ، وبصوت (فاخْلَع نَعْليكَ إنَّكَ بالوادِ المُقَدَّسِ طُوى) يأمر الجميع بأن يسيروا بكل خضوع وخشوع واحترام وحذر شديد في هذا الوادي المقدس. ويوصي جميع بني آدم للعمل بمضمون وصيته لمريم (وَهزيّ اليكِ بِجذْعِ النَّخْلةِ) فيهزّون الاغصان المثمرة لشجرة التوحيد لتتساقط عليهم ثمرات الايمان والمعرفة الطيبة. وان لا يخشون ابداً من نيران شرك النمروديين، وان يكونوا ابراهيميين