[374] وجاء في "مقاييس اللغة" انَّ اصلها بمعنى الاطمئنان، والحالة التي تعاكس الاضطراب والحركة، وتطلقُ احياناً على تخفيف ضغط العاصفة والحر والبرد، والمطر والغضب أيضاً، و لهذا سُمِّيَ "سكان" السفينة بهذا الاسم حيث يعتبر اساس واطمئنان السفينة ووضعها في الطريق الصحيح، ومن هذا الجانب سميت "السكينة" بهذا الاسم، حيث تُسكنُ حركات الحيوان بقطع رأسه، كما يقال لحالة الاطمئنان والاستقرار النفسي "سكينة" أيضاً، وتُطلق "مسكين" على من يبدو ساكناً في محله لشدة الفقر الذي يعانيه، ويقال لمكان سكن واستقرار الإنسان "مسكن"(1). و (شُعُوب) طبقاً لقول بعضهم، جمع "شَعْب" (على وزن صَعْب)، و جمع "شِعْب" (على وزن فِعْل) طبقاً لقول بعضهم الآخر، بينما يعتقد بعض آخر كصاحب مجمع البحرين انَّ جمع الأول "شعوب" وجمع الثاني "شعاب"، وعلى أية حال فانَّها تعني كما يقول صاحب "لسان العرب" الجمع والتفريق، أو الاصلاح والافساد (وذلك يصور إلى ان معناها الاصلي هو الوادي الذي يتجمعُّ في الجانب الآخر من الجبل ويتسعُ في الجانب السفلي وكما يقول الراغب في المفردات انَّ المفهومين اجتمعا فيه) لذلك يقال "شَعب" للقبيلة التي انفصلت عن طائفة كبيرة (فلها صفةٌ جمعيةٌ تفريقية) وقال بعض أيضاً انَّ "شعوب" تستخدم بخصوص العجم و "قبائل" للعرب. (2)ولهذا تأتي "تَشَعب" أيضاً بمعنى التفرق وكذلك الاجتماع، والاصلاح والافساد. (ألَّف) من مادة "إلْف" (على وزن جلف) وتعني الاجتماع المتقارن بالانسجام والوئام، وتأليف القلوب يعني ايجاد الالفةِ والاواصر والصلةِ بينها (وعلى هذا الاساس اطلقوا على تأليف الكتاب هذا الاسم حيث يتم ايجاد نوع من التآلف ــــــــــــــــــــــــــــ. (1) التحقيق، لسان العرب، المفردات، مجمع البحرين، وكتاب العين. (2) مجمع البيان ج 9 ص 138.