( 622 ) وحاصل الآيتين: أنّ اللّه سبحانه ينهى عن إيجاد العلاقات الدبلوماسية مع الأُمم المحاربة للإسلام والمسلمين الذين أخرجوهم عن أوطانهم وظاهروا على عدوانهم. وأمّا الأُمم المسالمة مع الحكومة الإسلامية فلا ضير في إقامة العلاقات معها وبذل البر والقسط إليهم. قل لي بربك، هل يمكن أن نعتبر عمل حكومة مصر "لا شعبها" عملاً إسلامياً منطبقاً مع الموازين الإسلامية التي جاء بها القرآن؟ أوما أخرجت إسرائيل الأُمّة الإسلامية من وطنها السليب فلسطين؟! أوما ظاهرت على إخراجهم، وانتزعت منهم حقوقهم المشروعة و شرّدتهم شرّ تشريد، وفرّقتهم شر تفريق؟! *** وهكذا الأمر في مسألة تقوية بنية الدفاع الإسلامي فإنّ هناك أصلاً كليّاً بيّنه القرآن على هذا الصعيد، إذ قال: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة).(1) فهذا القانون الذي يقرر ضرورة التفوق العسكري الإسلامي على جميع الجيوش العالمية قانون لا يتبدل ولا يقبل التغيير، غاية ما في الباب أنّ طريقة تطبيقه هي التي تقبل التغيير حسب الأدوار المختلفة. ففي ما مضى كان الجيش الإسلامي يتسلّح بالرماح والسهام والسيوف ويتخذ من هذه الأسلحة ما كان يضمن له التفوق والغلبة، غير أنّ تطبيق هذا ــــــــــــــــــــــــــــ 1 . الأنفال: 60.