( 438 ) والتطبيق، وبإراءة فرد مثالي يفوق جميع الاَفراد، فكلّما ورد في التفاسير الشيعية من هذا الباب أي الجري والتطبيق، حتى يقف المسلمون على أمثل المصاديق وأوسطها. إنّ النبيّالاَكرم هو الاَُسوة والقدوة، فقد طبّقت الآية الماضية على فرد مثالي تعليماً للاَُمّة، وقد اقتدت به الاَئمّة في هذا المضمار، وإليك بعض الاَمثلة، قال سبحانه: (الّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ ميثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَاللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَل وَيُفْسِدُونَ فِي الاََرض أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ) (1) انّ الآية الكريمة تندّد بالذين ينقضون العهد ويقطعون الصلة ويفسدون في الاَرض، ولا يشكّ ذو مسكة أنّالآية تتضمّن حكماً كلّياً عامّاً حيّاً إلى يوم القيامة، ولها عبر القرون آلاف المصاديق و الجزئيات غير أنّ أئمّة الشيعة يفسّرون قوله: (وَيَقْطَعُونَ ما أمَرَ اللّه بِهِ أن يُوصَلَ) بقطع الصلة الواجبة في حقّعلي وعترته الطاهرة، وليس ذلك تفسيراً بمعنى حصر الآية في هذا الفرد، بل تطبيقاً للآية على الحقّ المهضوم عبر الاَجيال، وقد قال سبحانه: (قُلْلا أَسالُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ المَوَدَّةَ فِي القُربى) (2).(3) قال سبحانه: (صِراطَ الّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ...) (4) فقد فسّر بصراط الاَنبياء كما فسّرت بالاِمام أمير الموَمنين(5) ولا شكّ أنّ كلّذلك تطبيق على المصداق الاَجلى، وعلى ضوء ذلك يقدر القارىَ الكريم الملمّ بالتفاسير الشيعيّة، على تمييز التفسير عن الجري والتطبيق، وعند ذلك يقف على قيمة النسبة المذكورة. ____________ (1)البقرة:27. (2)الشورى: 23. (3)نور الثقلين:1|38. (4)الحمد:7. (5)المصدر نفسه: 17 الحديث 86؛ تفسير البرهان:1|18.