( 9 ) العقل، وبه يتميز أحدهما عن الآخر، ويوصف الفعل بالعدل أو الظلم، ولكن الاَشاعرة ينكرون ذلك الملاك، ويرون انّ أفعاله سبحانه فوق ما يدركه العقل القاصر. ولذلك كلّ ما يصدر منه فهو عدل، محتجّين بقوله سبحانه: (لا يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ).(1) وعلى ضوء ذلك يتبين أنّ وحدة الفرق الاِسلامية في وصفه سبحانه بالعدل وحدة صورية، وإلاّفالملاك عند الفرقتين للعدل غير ملاكه عند الاَشاعرة. فلو أمر سبحانه بتعذيب الاَنبياء والاَولياء والصدّيقين فهو عند الاَشاعرة عدل لا مانع من صدوره عنه، ولكنّه عند غيرهم أمر قبيح لا يصدر منه سبحانه.وهو و إن كان متمكناً من ذلك العمل وقادراً عليه لكن حكمته سبحانه تحول دون ارتكابه. هذا كلّه حول العدل. وأمّا الاِمامة : فيثار حولها نظير السوَال السابق، فالمسلمون قاطبة يوَمنون بأصل الاِمامة وانّه لابدّ للمسلمين من إمام يأتمّون به، ولكنّهم اختلفوا في خصوصياتها، فهل الاِمامة منصب إلهي كالنبوة لا يناله إلاّالاَمثل فالاَمثل من الاَُمة، ولا يمكن الوقوف على القائم بأعباء الاِمامة إلاّمن خلال نصبه سبحانه؟ أو انّه منصِب بشري و مقام اجتماعي يقوم بأعبائه من تُعيّنه طائفة من الاَُمّة؟ وبذلك تختلف وجهة النظر في واقع الاِمامة عند الطائفتين. نبدأ الكلام فيالاَصلالاَوّل من أُصولالمذهب، و هوالعدل الاِلهي. ____________ (1)الاَنبياء:23.