( 5 ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الّذي قام بالقسط في خلقه، وعدل عليهم في حكمه، الصلاة والسلام على من كلامه، الفصل وحكمه، العدل سيد المرسلين وأفضل النبّيين الخلافة. أمّا بعد: لقد قام الاِسلام على دعائم متينة وأُسس راسحة تمثَّلت في أُصول الدين الّي من أبرزها التوحيد والمعاد والنبوة، وهذا ما اتّفق عليه المسلمون بكافة طوائفهم ونحلهم، فلا يدخل أحد في خطيرة الاِسلام إلاّ إذا آمن بتوحيده سبحانه ذاتاً وفعلاً وعبادة، و آمن بمعاده وانّه سبحانه يبعث من في القبور، وآمن بنبوّة محمّد6 وانّها الحلقة الاَخيرة من نظام النبوة التي ترتبط بالسماء. وثمة أُصول أُخرى وقعت مثاراً للجدل والنقاش من قِبَل الفرق الاِسلامية فمنهم من عدّها من جوهر الدين وصميمه، كما أنّ منهم من عدّها من فروع الدين، وهذه كالاِمامة والخلافة بعد الرسول فهي عند السنَّة من فروع الدين، لاَنّ الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع وجود إمام عادل ذي قوة وقدرة وصولة، فتكون الاِمامة كا لمقدمة لهذه المسؤولة الخطيرة، ومنهم من يعدّها من أُصول الدين لاَنهم يرون الاِمامة منصباً إلهيّاً وانّ وظيفتها هي استمرار وظائف النبوة، وإن