[ 9 ] بدأ هذا الموضوع بشكل بسيط في الجمع والعرض، ثم تطور مع تطور باقى العلوم الشرعية حتى أصبح فنا خاصا له معالمه وأصوله، وأصبح التأليف فيه يحتاج إلى خبرة واسعة في الادب واللغة والتفسير والفقه. وقد تفنن المؤلفون في ذلك في ترتيب كتبهم ومؤلفاتهم، واكثر الطرق المتبعة هي طريقان: ترتيب الايات حسب السور الواردة في القرآن الكريم من سورة البقرة إلى آخره، أو ترتيبها في كتب من الطهارة إلى الديات على غرار الابواب الفقهية في تصانيف الفقهاء. الطريقة الاولى اكثر ما تميل إلى المباحث التفسيرية، وأما الثانية فتوجه اهتمامها إلى المسائل الفقهية اكثر من غيرها. ومن الطبيعي أن تختلف قيمة هذه المؤلفات من الوجهات العلمية، ومن بينها كتب هي في القمة من حيث العمق والشمول وسعة آفاق الدراسة. ويمكن أن نعتبر من الصفوة المختارة في هذا المضمار، الكتاب الذى نقدمه إلى الملا العلمي ونحاول التعريف به. * * * ويأتى دور التساؤل عن أول من صنف في (فقه القرآن)، ذلك لاننا نجد بعض الاختلاف بين العلماء في تعيين أول من كتب في الموضوع. ونترك الحديث بهذا الصدد للسيد الصدر في كتابه القيم (تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام) ص 321 حيث قال: (أول من صنف في أحكام القرآن هو محمد بن السائب الكلبى المفسر الاتى ذكره في طبقات المفسرين. قال ابن النديم في الفهرست عند ذكره للكتب المؤلفة في أحكام القرآن ما لفظه: كتاب أحكام القرآن للكلبى، رواه عن ابن عباس. قلت: ستعرف أن وفاة محمد بن السائب سنة 146، وحينئذ فقد وهم الجلال ________________________________________