[ 424 ] (فصل) وقوله (الاوليان) في رفعه ثلاثة أقوال: أحدها: بأنه اسم ما لم يسم فاعله، المعنى استحق عليهم اثم الاولين، أي استحق منهم، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. الثاني: بأنه بدل من الضمير في (يقومان)، على معنى فليقم الاوليان من الذين استحق عليهم الوصية، وهو اختيار الزجاج. الثالث: بدل من قوله (آخران). وزعم الكوفيون انه لا يجوز ابداله من آخرين، لتأخير العطف في قوله (فيقسمان)، لانه يصير بمنزلة (مررت برجل قام زيد وقعد). وقال الرماني يجوز على العطف بالفاء جملة على جملة. وقال الفارسى يجوز أن يكون رفعا بالابتداء وقد أخر، وتقديره فالاوليان بأمر الميت آخران من أهله أو من أهل دينه يقومان مقام الخائنين اللذين من عثر عليهما، كقولك (تميمي أنا). ويجوز أن يكون خبرا لابتداء محذوف، وتقديره آخران يقومان مقامهما هما الاوليان. واختار الاخفش أن يكون (الاوليان) صفة لقوله (فآخران)، لانه لما وصف اختص، فوصف لاجل الاختصاص بما وصف به المعارف. فأما الجمع (1) على اتباع اللذين، وموضعه الجر، وتقديره من الاولين الذين استحق عليهم الايصاء والاثم. وانما قيل هم الاولين من حيث كانوا الاولين في الذكر، ألا ترى أنه قد تقدم ________________________________________ (1) يعنى بالجمع قراءة من قرأ (الاوليين) جمع أول، وهى قراءة حمزة وابى بكر ويعقوب وخلف (ه‍ ج). (*) ________________________________________