( 8 ) يقول الزمخشري: اللّه، أصله "الاه"، قال الشاعر: معاذ الاِله أن تكون كظبية * ولا دمية ولا عقيلة ربرب(1) ونظيره، الناس، أصله أُناس، فحذفت الهمزة وعوضت عنها حرف التعريف. و لذلك قيل في النداء يا اللّه بالقطع، كما يقال يا إله، و الاِله من أسماء الاَجناس كرجل.(2) و قال سيبويه في تفسير لفظ الجلالة: انّأصله "إلاه" على وزن فعال فحذفت الفاء التي هي الهمزة و جعلت الاَلف و اللام عوضاً لازماً عنها، بدلالة استجازتهم قطع هذه الهمزة(3)الداخلة على لام التعريف في النداء في نحو قوله: يا اللّه اغفر لي، و لو كانت غير عوض لم تثبت الهمزة في الوصل كما لم تثبت في غير هذا(4)الاسم. وقال الراغب في مفراداته: اللّه أصله إله فحذفت همزته و أُدخل عليه الاَلف واللام فخص بالباري و لتخصصه به قال تعالى: "هل تعلم له سمياً".(5) و على هذا فلا نحتاج إلى تفسير "إله" إلى شيء وراء تصور أنّهذا اللفظ كليّ و ما وضع عليه لفظ الجلالة، و بما أنّهذا اللفظ (اللّه) من أوضح المفاهيم فلانحتاج في فهم اللفظ الموضوع للكلي من هذا الفرد إلى شيء آخر. وعلى ذلك، فلا فرق بينَ لفظ الجلالة و لفظ "إله" سوى أنّ أحدَهما علم والآخر موضوع لمعنى كليّ، ومصداق لفظ الجلالة فرد منه، و إن لم يوجد لهذا ____________ (1) استعاذ الشاعر باللّه من تشبيه حبيبه بالظبية أو الدمية، و الربرب هو السرب من الوحشي. (2) الزمخشري: الكشاف1: 30 في تفسير البسملة. (3) المقصود ثباتها عند دخول حرف النداء. (4) الطبرسي: مجمع البيان1:19. (5) الراغب: المفردات: 31، مادة اله.