( 42 ) تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَركَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ على شَىءٍ مِمّا كَسَبوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقومَ الكافِرِين ). (1) هذه إلمامة خاطفة لملامح الاَمثال القرآنية التي نزلت قبل الهجرة وبعدها، وسيوافيك البحث في تلك الاَمثال عند تفسير الآيات واحدة تلو الاَُخرى. الحادي عشر: استنكار الاَمثال القرآنية يظهر من بعض الآيات أنّ بعض المخاطبين بالاَمثال كانوا يستنكرونها ويستغربون منها، و ما ذلك إلا لاَنّ المثل كان يكشف عن نواياهم ويبيّـن واقع عقيدتهم، ويسفّه أحلامهم، فيبعث فيهم القلق والاضطراب، ذلك عندما يجمع سبحانه في أمثاله تارة بين الذباب و العنكبوت والبعوضة ـ كما مرّ ـ وأُخرى بين الكلب والحمار : كقوله سبحانه: (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْب إنْ تَحْمِل عَلَيهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ). (2) (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوراة ثمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً).(3) وقد نقل سبحانه استنكارهم، وقال: (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوقَها فَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبّهِمْ وَأَمّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلّ بِهِ كَثيراً وَيَهْدي بِهِ كَثيراً وَ ما يُضِلُّ بِهِ إِلا ____________ 1 ـ البقرة:264. 2 ـ الاَعراف:176. 3 ـ الجمعة:5.