[ 8 ] لاولئك الذين ينهلون من زلال معارفه ويتأملون فيها ويتدبرون ويلتقطون من بحر تعاليمه الجواهر ومن حديقة حكمه ومواعظه الازهار. ان بعضاً من الدول الاسلامية وبخاصة ايران الاسلامية تعطّر نفسها في هذا الشهر بالتبليغ والاعلام للمعارف الالهية. ان الناس بدخولهم في ضيافة الله يستقبلون المبلغين وعشاق المعارف الالهية، لذلك نرى جلسات القرآن وتلاوته وتفسيره وبيان معارفه والاحكام الدينية والتوسل بأهل البيت(عليهم السلام) في كل شارع وزقاق. إنّ جلسات المرجع الكبير آية الله العظمى مكارم الشيرازي (مد ظله) من جملة تلك الجلسات حيث اختصت بتفسير القرآن، فانه في محاضراته هذه يسقي عشاق هذا الكتاب من زلال معارف القرآن المجيد. ان موضوع التفسير في محاضرات آية الله مكارم الشيرازي لعامي 1418 و 1419 هـ.ق هو (أمثال القرآن) وهو موضوع رغم بساطته يعدّ من اهم وأعقد المفاهيم القرآنية. مع الالتفات إلى قوة طرح الموضوع وسلاسة بيان هذا المفسر الجليل وغنى المطالب التي تضمنتها المحاضرات، بادرت إلى جمع هذه المطالب وتدوينها وتنظيمها ونشرها بعد اخذ الرخصة من سماحته. وما في متناول ايدينا هنا هو عبارة عن الشكل المنظم والمرتب لمحاضراته تقدم لعشاق المعارف الالهية والقرآنية. وننبه هنا على النقاط التالية: 1- قد يظن بعض القراء الاعزاء انّ آيات (أمثال القرآن) قد فسرت بالمقدار الكافي في تفسير (الأمثل)، الا ان مطالعة هذا الكتاب يكشف لنا ان الاستاذ الجليل قد توصل في هذه المحاضرات إلى حقائق جديدة وبديعة ومفيدة جداً لم يشر لها في تفسير (الامثل) رغم كل مزاياه وامتيازاته، وهو لا يغنينا عن مطالعة هذا البحث. 2- ينقل الاستاذ آية الله العظمى مكارم الشيرازي (زيد عزه): انّ البعض اعترض عندما بدأت بتأليف تفسير (الامثل) قائلا بكفاية (مجمع البيان) ولا ضرورة لتفسير جديد، الا ان