(237) الشيء يستدل عليه بنظيره، لأن حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد (1). فالنظائر شواهد. ومن تلك النظائر أيضاً: شهادة البقاع للمتعبد عليها، وبكاء السماء لموت المؤمن، وتسبيح السبحة الحسينية بيد مسبحها، واستغفار الكائنات لمعلم الخير، ولطالب العلم. ونصّت عليها النصوص، وخذ لبعضها منها مثالاً: 1 ـ " سأل أبو كهمس أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: يصلي الرجل نوافله في موضع أو يفرقها؟ قال: لا بل ههنا وههنا، فإنها تشهد له يوم القيامة " (2). 2 ـ الصادقي الآخر: " صلوا من المساجد في بقاع مختلفة؛ فإنّ كلّ بقعة تشهد للمصلّي عليها يوم القيامة " (3). 3 ـ النبوي: " يا أبا ذرّ ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة، وما من منزل ينزله قوم إلاّ وأصبح ذلك المنزل يصلّي عليهم أو يلعنهم، يا أبا ذرّ ما من صباح ولا رواح إلاّ وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضاً يا جارة: هل مرّ بك اليوم ذاكر لله، أو عبد وضع جبهته عليك ساجداً لله تعالى؟؟ فمن قائلة: لا ومن قائلة نعم، فإذا قالت نعم اهتزّت وانشرحت وترى أنّ لها الفضل " (4). 4 ـ الكاظمي: " إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة، وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وأبواب السماء التي كان يصعد أعماله فيها " (5). ومن تلك النظائر التي تشهد على إمكان نطق الكائنات بل على وقوعه بوضوح: 1 ـ قال الصفَّار: حدّثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن السعيد، عن ____________ 1 ـ مثل سائر على الألسن. 2 ـ الوسائل 3 | 472. 3 ـ الوسائل 3 | 474. 4 ـ الوسائل 3 | 474. 5 ـ الوسائل 3 | 473، وفيه مثله.