(19) * آيـات السـلام والتحـية * اعلم أن السلام والتحية في القرآن الكريم، وفي إثره الحديث، من أهم الآداب الاجتماعية المتفرد به الإسلام. وللسلام السمو الذاتي، لأن الله تعالى اختاره اسماً لنفسه، وعده من أسمائه الحسنى ليسمو أهله في العالم كله، لسمو هذا الاسم المبارك، وقد أنزل فيه قرآناً يتلى في كل وقت وفي كل مكان، قد بلغ ما جاء فيه من صيغ السلام في ستة وأربعين موضعاً، ومن صيغ التحية في عشرة مواضع، البالغ مجموعهما ستة وخمسون من خمسين آية، من ثمان وعشرين سورة من سور القرآن، وفي إثره الحديث قرابة ثلاثمائة حديث مروي عن الرسول، (صلى الله عليه وآله)، وعن أهل البيت (عليهم السلام)، يدل ذلك كله على مزيد الاهتمام به، وإليك آيات السلام على ترتيب السور أولاً، ثم آيات التحية كما يلي: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) (1). ____________ 1 ـ انساء: 65. ولعل هذه الآية لم تكن بذلك الوضوح، وان كلمة التسليم ظاهرة في الانقياد ولا علاقة لها بالسلام، والجواب ان الامر ليس كذلك: لأنه سبق في افتتاح الكتاب ما فيه شمول الكلام للسلام بالمعنى الواسع النطاق، ولا يأبى الانقياد المدلول عليه، ولأنه الأصل والأساس الذي يبنى عليه سلام التحية، ولولاه لذهبت أخوة الإسلام وحرمته، التي جاء ذكرها في حديث الشيخ الصدوق المفتتح به الكلام حول السلام في التمهيد، وفي بدايته اسم الله السلام، ووجه التسمية به.