(7) بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك يا من تجلى لعباده في كتابه، بل في كل شيء، وأراهم نفسه في خطابه، بل في كل نور وفيء، دل على ذاته بذاته، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته، كيف يستدل عليه بما هو في وجوده مفتقر إليه، بل متى غاب حتى يحتاج إلى دليل يدل عليه، ومتى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه، عميت عين لا تراه ولا يزال عليها رقيبا، وخسرت صفقة عبد لم يجعل له من حبه نصيبا، تعرّف لكل موجود فما جهله موجود، وتعرّف إلينا بكل شاهد لنشاهده في كل مشهود، نزّل الفرقان على عبده ليكون للعلمين نذيرا وأودع أسراره أهل البيت فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أبلج عن هدى نبيه المرسل، بنور كتابه المنزل، وكشف عن سر كتابه المنزل بعترة نبيه المرسل، جعل الكتاب والعترة حبلين ممدودين بينه وبيننا، ليخرجنا بتمسكنا بهما من مهوى ضلالتنا ويذهب عنا شيننا، لم يزل أقامهما فينا طرف منهما بيده وطرف بأيدينا، منَّ بهما علينا وحببهما بفضله إلينا، وهما الثقلان اللذان تركهما النبي فينا، وخلفهما لدينا، وقال إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ حوضي، فأخبرنا بأنهما صاحبان مصطحبان، وأخوان مؤتلفان، وإن العترة تراجمة للقرآن، فمن الكشاف عن وجوه عرايس أسراره ودقائقه وهم قد خوطبوا به، ومن لتبيان مشكلاته ولديه مجمع بيان معضلاته ومنبع بحر حقائقه وهم: أبو حسنه، ومن لشرح آيات الله وتيسير تفسيرها بالرموز والصراح الا من شرح الله صدره بنوره، ومثّله بالمشكاة والمصباح ومن عسى يبلغ علمه بمعالم التنزيل