(476) لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته وإن هو عملها كتب الله له عشرا، ويهم بالسيئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء وإن هو عملها أجل سبع ساعات، وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها فإن الله عز وجل يقول (إن الحسنات يذهبن السيئات) أو الاستغفار فإن هو قال (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال والاكرام وأتوب إليه) لم يكتب عليه شيء، وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة وإستغفار، قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقي المحروم. وفي المجمع والعياشي عنه (عليه السلام) إعلم أنه ليس شيء أضر عافية ولا أسرع ندامة من الخطيئة، وإنه ليس شيء أشد طلبا ولا أسرع دركا للخطيئة من الحسنة، أما إنها لتدرك الذنب العظيم القديم المنسي عند صاحبه فتحطه وتسقطه وتذهب به بعد إثباته، وذلك قوله سبحانه: (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين). وعن أحدهما: (عليهما السلام) أن عليا (عليه السلام) قال: سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ارجى آية في كتاب الله (أقم الصلاة طرفي النهار) وقرأ الآية كلها، وقال: يا علي والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب فإذا استقبل الله بقلبه ووجهه لم ينفتل وعليه من ذنوبه شيء كما ولدته أمه، فإن أصاب شيئا بين الصلوتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس. ثم قال: يا علي إنما مثل الصلوات الخمس لامتي كنهر جار على باب أحدهم فما يظن أحدهم إذا كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات أكان يبقي في جسده درن فكذلك والله الصلوات الخمس لامتي. ذلك: قيل: إشارة إلى قوله (فاستقم) وما بعده. ذكرى للذاكرين: عظة للمتعظين. (115) واصبر: على الطاعات وعن المنهيات. فإن الله لا يضيع أجر المحسنين عدل عن المضمر ليكون كالبرهان على المقصود. (116) فلولا كان فهلا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية من الرأي والعقل