( 7 ) مقدمة يحتوي القرآن الكريم على مقاصد واهداف عظيمة تتعلق بالحياة والكون والانسان ؛ فهو بالاضافة إلى كونه كتاب هداية وارشاد للفرد ، كما ورد في النص المجيد : ( إن القرآن يهدي للتي هي أقوم ) (1) ، الا انه يهدف في النهاية إلى تبيان حقائق على درجةٍ عظيمة من الأهمية . فالقرآن يتعامل مع معنى الحياة البشرية بما فيها من قضايا الخلق والتكوين ومعرفة النفس ، والتضامن والتآخي الاجتماعي ، والضبط الاخلاقي الاجتماعي ، والتسلية العاطفية والطمأنينة النفسية للمؤمنين به. فعلى صعيد معاني الوجود ، فإن القرآن يقدم أفضل الإجابات على أخطر الاسئلة التي تشغل بال الإنسان حول الوجود والغيب والحياة الابدية ؛ وفلسفته توضح معنى الوجود الانساني في هذه الحياة ، وتيسر فهم اهداف خلق الكون والحياة وعلاقتها بخالق الوجود : ( وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ) (2)، وتفسر اصل الوجود الالهي ضمن اطار التوحيد : ( ليس كمثله شيء ) (3) ، ( الله الصمد . لم يلد . ولم يولد . ولم يكن له كفؤاً أحد ) (4) . فالانبياء والرسل (ع) ما هم الا حلقات الاتصال بين عالمي ____________ (1) الإسراء : 9. (2) الذاريات : 56. (3) الشورى : 11. (4) الاخلاص : 2 ـ 4.