( 54 ) بحجة أن الصحابة أخذوا علم القرآن من النبي ويبعد أن يفسروا من عند أنفسهم. ولكن لادليل قاطع على كلامهم هذا، بالاضافة إلى أن كمية كبيرة من الأحاديث المذكورة واردة في أسباب نزول الآيات وقصصها التاريخية، كما أن فيها أحاديث غير مسندة منقولة عن بعض علماء اليهود الذين أسلموا ككعب الأحبار وغيره. وكان ابن عباس في أكثر الأوقات يستشهد بأبيات شعرية في فهم معاني الآيات، كما نرى ذلك جليا في مسائل نافع بن الأرزق، فان ابن عباس عند الاجابة عليها استشهد بالشعر في اكثر من مائتي مورد من الآيات، وقد نقل السيوطي مائة وتسعين جوابا منها في كتابه الاتقان(1). ومن هنا لايمكن اعتبار الأحاديث المنقولة عن الصحابة أحاديث نبوية كما لايمكن القول بأنهم لم يفسروا مطلقا برأيهم. ومفسرو الصحابة هم الطبقة الأولى من مفسري الصحابة. (الطبقة الثانية) هم التابعون، وهم تلامذة مفسري الصحابة، وهم مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وضحاك. ومن هذه الطبقة ايضا الحسن البصري وعطاء بن ابي رباح وعطاء بن أبي مسلم وابي العالية ومحمد بن كعب القرطي وقتادة ______________________________ (1) الاتقان ص120 133.