( 41 ) القرآنية في المباحث الكلامية والخصام العقائدي يعني هذا المعنى بالذات، كما أن حمل الآية على خلاف ظاهر معناها بدليل يسمونه "التأويل" موضوع دائر على الألسن مع أنه لايخلو من تناقض(1). هذا القول مع شهرته العظيمة ليس بصحيح، ولاينطبق على الآيات القرآنية، لأنه: أولا - الآيتان المنقولتان في الفصل السابق (هل ينظرون الا تأويله) و(بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) ظاهرتان أن كل في الآيات لها تأويل ولايختص ذلك بالآيات المتشابهة كما يبدو من هذا القول. وثانيا - لازم هذا القول وجود آيات في القرآن يشتبه الناس في فهم مدلولها الحقيقي ولايعلمه الا الله تعالى. ومثل هذا الكلام الذي لايدل على مدلوله لايعد كلاما بليغا فكيف بتحديه للبلغاء في بلاغته. وثالثا - بناء على هذا القول لاتتم حجية القرآن الكريم، لأنه حسب احتجاج الآية الكريمة (افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)، احدى الدلائل على أن القرآن ليس من كلام البشر عدم وجود اختلاف معنوي ومدلولي بين الآيات مع بعد أزمان نزولها وتباين ظروف ______________________________ (1) لأن تأويل الآية مع الاعتراف بأن التأويل لايحيط بعلمه الا الله تعالى عمل مناقض، ولكن هؤلاء ذكروا ذلك بعنوان أنه احتمال في الآية.