( 23 ) ويقول: (وانه لكتاب عزيز لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)(1). ولايخفى أن أبحاثا كثيرة كتبت حول أحكام القرآن وأنها دائمة لاتختص بوقت من الأوقات، الا أنها خارجة عن موضوع بحثنا الذي نحاول فيه معرفة مكانة القرآن عند المسلمين كما يدل عليها القرآن نفسه. القرآن مستقل في دلالته: القرآن الكريم كلام كسائر مايتكلم به الناس، ويدل دلالة واضحة على معانيه المقصودة وليس فيه خفاء على المستمعين. ولم نجد دليلا على أنه يقصد من كلماته غير المعاني التي ندركها من ألفاظه وجمله. أما وضوحه في دلالته على معانيه فلأن أي انسان عارف باللغة العربية بامكانه أن يدرك معنى الآيات الكريمة كما يدرك معنى كل قول عربي. وبالاضافة إلى هذا نجد في كثير من الآيات يخاطب طائفة خاصة كبني اسرائيل والمؤمنين والكفار، وفي آيات منه يخاطب عامة الناس(2) ويحاججهم ويتحداهم ليأتوا بمثله لو كانوا في شك ______________________________ (1) سورة السجدة: 42. (2) أمثال يا أيها الذين كفروا" و"يا أهل الكتاب" و"يابني اسرائيل" و"يا أيها الناس".