[ 288 ] فتح الباء وكسر الهمزة، فتكسر الباء إتباعا، وسكن الهمزة تخفيفا، ويقرأ كذلك إلا أن مكان الهمزة ياء ساكنة، وذلك تخفيف كما تقول في ذئب ذيب، ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء وأصلها همزة مكسورة أبدلت ياء، ويقرأ بياءين على فيعال، ويقرأ " بيس " بفتح الباء والياء من غير همز وأصله باء ساكنة وهمزة مفتوحة، إلا أن حركة الهمزة ألقيت على الياء ولم تقلب الياء ألفا لأن حركتها عارضة، ويقرأ " بيأس " مثل ضيغم، ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء وتشديدها مثل سيد وميت وهو ضعيف، إذ ليس في الكلام مثله من الهمز، ويقرأ " بأيس " بفتح الباء وسكون الهمزة وفتح الياء، وهو بعيد إذ ليس في الكلام فعيل، ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الباء مثل عثير وحديم. قوله تعالى (تأذن) هو بمعنى أذن: أي أعلم (إلى يوم القيامة) يتعلق بتأذن أو بيبعث وهو الأوجه، ولا يتعلق ب (يسومهم) لأن الصلة أو الصفة لا تعمل فيما قبلها. قوله تعالى (وقطعناهم في الأرض أمما) مفعول ثان أو حال (منهم الصالحون) صفة لأمم أو بدل منه، و (دون ذلك) ظرف أو خبر على ما ذكرنا في قوله " لقد تقطع بينكم ". قوله تعالى (ورثوا الكتاب) نعت لخلف (يأخذون) حال من الضمير في ورثوا (ودرسوا) معطوف على ورثوا، وقوله " ألم يؤخذ " معترض بينهما، ويقرأ ادارسوا وهو مثل اداركوا فيها وقد ذكر. قوله تعالى (والذين يمسكون) مبتدأ، والخبر (إنا لا نضيع أجر المصلحين) والتقدير منهم، وإن شئت قلت إنه وضع الظاهر موضع المضمر: أي لا نضيع أجرهم، وإن شئت قلت لما كان الصالحون جنسا والمبتدأ واحدا منه استغنيت عن ضمير، ويمسكون بالتشديد والماضي منه مسك، ويقرأ بالتخفيف من أمسك، ومعنى القراءتين تمسك بالكتاب: أي عمل به، والكتاب جنس. قوله تعالى (وإذ نتقنا) أي اذكر إذ، و (فوقهم) ظرف لنتقنا أو حال من الجبل غير مؤكدة، لأن رفع الجبل فوقهم تخصيص له ببعض جهات العلو (كأنه) الجملة حال من الجبل أيضا (وظنوا) مستأنف، ويجوز أن يكون معطوفا على نتقنا فيكون موضعه جرا، ويجوز أن يكون حالا، وقد معه مرادة (خذوا ما آتيناكم) قد ذكر في البقرة.