[46] وتسرع حين سيرها، فقال سليمان إنى أشربت حب الخيل لانها عدة الخير وهو الجهاد في سبيل الله وأن حبها نشأ عن ذكرى لربى، وما زال مشغولا بعرضها حتى غابت عن ناظريه، ثم إنه أمر بردها عليه ليتعرف أحوالها، فأخذ يمسح سوقها وأعناقها ترفقا بها وحبا لها واستئناسا لها. وبعد أن تقدم العلم كثيرا نجد أن الإنسان قد توصل في مجال الطب البيطرى إلى أن ما فعله سيدنا سليمان عليه السلام كان هو الاسلوب الامثل في معاملة الحيوانات واستئناسها بإدخال الطمأنينة والهدوء عليها بأن يربت على رؤوسها ورقابها وظهورها عندما يريد فحصها أو استخدامها، ومن ذلك يتضح ما بين التفسيرين من فرق شاسع. القرآن يهدى القلوب التي تتدبره وتنير العقول التي تتفهمه لقد آمن بالاسلام وبالقرآن أفراد وجماعات كثيرة من غير المسلمين، وكان إسلامهم نتيجة تأثير القرآن في نفوسهم بطريق مباشر أو غير مباشر، فأما عن تأثيره المباشر فقد اعترفت به أفراد من علماء أوروبا ذوى الالباب والفطر السليمة ممن سمعوا القرآن أو قرأوه وفهموا بعض أسراره وإعجازه، ومن أمثلة ذلك ما فهمه أحد الاطباء من قوله تعالى في سورة النساء آية - 56: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) فأدرك أن وراء هذه الآية حقيقة علمية ما كانت معلومة للناس وقت نزول القرآن، وأنه لابد أن يكون من كلام عليم خبير بتركيب جسم الإنسان، وبشبكة الاعصاب الدقيقة التي تنتشر أطرافها في الطبقة الجلدية وهي التي نستقبل الاحساس بالحرارة والبرودة والالم والراحة. فهم ذلك الطبيب من الآية أن تجدد الالم الذي انقطع بحرق الجلد لا يكون