[37] الإسلام ولها مدلولات خاصة مثل كلمات الشرك والنفاق والصور والحشر والاعراف والصراط والعرش والكرسى وغيرها مما لا عهد للعرب بها، وقد وضح النبى معانيها بجلاء للصحابة وغيرهم، وقد استعمل القرآن ألفاظا من لغات أخرى مثل كلمات الجبت وحصب وأرائك وهي ألفاظ حبشية، وكلمات السجل والسرادق وزنجبيل وهي ألفاظ معربة من الفارسية، وكلمات قسط والرقيم والدراهم وفردوس وهي كلمات رومية الاصل، وكلمات صلوات ولينا وفوم وهي من أصل عبرى، وأمثال هذه الكلمات الغربية أصلا والدخيلة على اللغة العربية لابد لها من معاجم تبين المقصود منها، هذا مع ملاحظة أن أمما كثيرة غير عربية دخلت الإسلام وهي لا تعرف العربية كما أن عامة المسلمين الذين لم ينالوا قسطا كافيا من الثقافة بحاجة شديدة إلى فهم معاني الالفاظ القرآنية من المعاجم اللغوية التي هي خير وسيلة لشرحها. مرحلة التفسير بالرأى وهو التفسير القائم على اجتهاد التابعين للصحابة ومن جاء بعدهم من العلماء الاتقياء ذوى الفطن وهم الذين اتخذوا من سعة علومهم باللغة وإلمامهم بأصول الشريعة وفهمهم لروح الدعوة الإسلامية اتخذوا من ذلك وسيلة للتمحيص والتخريج واستنباط آراء وشروح مفصلة لقضايا وردت في القرآن بطريق الاشارة إليها أو الاجمال لها، وقد فتح ذلك باب التفكر والتدبر في آيات الله وعدم الاقتصار على ظواهرها وعلى آراء السلف فقط في تفسيرها بل حاولوا الاجتهاد والتعمق في فهمها واستخراج المعانى الدقيقة المنطوية عليها بحيث لا يخالف هذا الاجتهاد روح الشريعة وأهدافها. وكان أول من استعمل رأية في التفسير الامام بن جرير الطبرى وذلك بعد