[53] المتعلق بالله (وما عند الله): {مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}(النحل96). لدى الإنسان "ما عندكم" وللإنسان "ما عند الله"، فما دوام متوجها مهتما بالنفس فهو من جنس "ما عندكم " وكله سيفني وينتهي ولكن المتعلق بالله فهو باق باسمه لا ينفد. جاهدوا للانتصار على النفس جاهدوا ولنجاهد من أجل الخروج من هذه الحالة التي تحيط بنا وبكم أولئك الذين كانوا ينتصرون على الكفار لم يكونوا يهتموا لتعداد أعدائهم مهما كثر، ذاك الذي كان يعلن أنه لو اجتمعت العرب عليه لما تراجع إنما كان يقول ذلك لأن القضية قضية الله وما دامت كذلك فلا هزيمة فيها ولا تراجع. أولئك الذين كانوا يجاهدون وينتصرون ،كانوا يتقدمون دون الالتفات إلى أنفسهم وطموحاتهم هؤلاء كانوا قد قاموا بمجاهدة النفس إلى حدٍّ ما وأولئك كانوا في مراتب عالية - وكل حسب مرتبته - وما لم يقوموا بذاك الجهاد لما تحقق لهم ذاك الانتصار فما لم يعرض الإنسان عن آمال نفسه وعن الدنيا لا يمكن أن يتقدم. والدنيا هي آمال الإنسان فدنيا كل إنسان آماله، فالدنيا الخارجية ما هي من الدنيا المكذوبة وكذلك حال عالم الطبيعة الدنيا هي هذه التي عندكم فأنتم عندما تلتفتون إلى أنفسكم فأنتم "دنيا" دنيا كل شخص هي الموجودة في نفسه وهي المكذوبة أما الشمس والقمر والطبيعة فليست مكذوبة بل مدحت فهي مظاهر الله، لكن الذي يبعد الإنسان عن