[8] فضيلة تلاوة سورة "ق": يستفاد من الرّوايات الإسلامية أنّ النّبي كان يهتمّ إهتماماً كبيراً بسورة "ق" حتّى أنّه كان يقرؤها في خطبة صلاة كلّ يوم جمعة(1). كما ورد في حديث آخر أنّه كان يقرؤها في كلّ عيد وجمعة(2) وإنّما كان ذلك فلأنّ يومي الجمعة والعيد يومان يتيقّظ فيهما الناس وينتهبون، وفيهما تكون العودة إلى الفطرة الاُولى، والتوجّه إلى الله ويوم الحساب، وحيث أنّ آيات هذه السورة تتحدّث عن مسائل المعاد والموت وحوادث يوم القيامة وأنّ لاُسلوبها تأثيراً بالغاً في إيقاظ الناس من الغفلة وتربيتهم، لذلك كانت موضع إهتمام النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وقد ورد في بعض أحاديث النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "من قرأ سورة (ق) هوّن الله عليه تارات الموت وسكراته"(3). كما ورد عن الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "من أدمن في فرائضه ونوافله سورة (ق) وسّع الله في رزقه وأعطاه كتاباً بيمينه وحاسبه حساباً يسيراً". ولا حاجة للتذكير بأنّ كلّ هذه الفضيلة والفخر لا يحصل بقراءة الألفاظ فحسب، بل القراءة هي بداية لتيقّظ الأفكار، وهي بدورها مقدّمة للعمل الصالح والإنسجام مع محتوى السورة هذه. * * * ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ تفسير القرطبي، ج9، ص6171. 2 ـ تفسير في ظلال القرآن، ج7، ص547. 3 ـ تفسير مجمع البيان، ج9، ص140.