[5] "سورة الزّمر" محتوى سورة الزّمر: هذه السورة نزلت في مكّة المكرمة، ولهذا السبب فإنّها تتطرق للقضايا المتعلقة بالتوحيد والمعاد، وأهميّة القرآن، ومقام نبوّة نبيّ الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) كما هو الحال في بقية السور المكّية. فالمرحلة التي قضاها المسلمون في مكّة كانت مرحلة للبناء الإيماني والعقائدي، ولذلك فإن السور المكية حوت أقوى البحوث وأكثرها تأثيراً في هذا المجال. وكانت الأساس القوي المحكم الذي ظهرت آثاره العجيبة في المدينة، و في الغزوات وعند مواجهة العدو، وأمام عراقيل المنافقين، وفي قبول النظام الإسلامي، وإذا أردنا معرفة سر الأنتصار السريع للمسلمين في المدينة فإنّ علينا أن نطالع دروس مكّة المؤثرة. وعلى أية حال فإنّ هذه السورة تضم عدّة أقسام مهمّة: 1 ـ تتطرق السورة إلى مسألة الدعوة إلى توحيد الله، توحيده في الخلق، توحيده في الربوبية، توحيده في العبودية، كما تسلط الضوء على مسألة الإخلاص في العبادة لله، وآيات هذه السورة في هذال المجال مؤثرة جدّاً بحيث تجذب قلب الإنسان وتدفعه نحو الإخلاص. 2 ـ الأمر المهم الآخر الذي تكرر في عدّة آيات في هذه السورة من بدايتها و حتى نهايتها، هو مسألة (المعاد) والمحكمة الإلهية الكبرى، ومسألة الثواب