[532] الآيتان :117-118 وَمَن يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَـهاً ءَاخَرَ لاَ بُرْهَـنَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَـفِرُونَ117 وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّحِمِينَ118 التّفسير المفلحون والخائبون: بما أنّ الآيات السابقة تحدّثت عن قضيّة المعاد، وإستعرضت الصفات الإلهيّة، فانّ الآية الأُولى أعلاه تناولت التوحيد نافيةً الشرك مؤكّدة للمبدأ والمعاد. في قوله تعالى: (ومن يدّع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه)(1). أجل، إنّ المشركين يستندون إلى الأوهام، فلا دليل على ما يدّعون سوى أنّهم كالببغاء يقلّدون آباءهم في التمسّك بالخرافات والأساطير ـ التي لا أساس ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ وإعتبر بعض المفسّرين عبارة "فإنّما حسابه عند ربّه" جواب الشرط لعبارة "من يدّع مع الله" ويعتبر جملة "لا برهان له به" جملة إعتراضية جاءت بين سؤال الشرط وجوابه. وهي لتأكيد الهدف النهائي. إلاّ أنّ البعض الآخر يرى أنّ عبارة "لا برهان له" جواب الشرط وجملة "فإنّما حسابه" ... فرع عنها، لكنّ هذا الإحتمال لا ينسجم مع الأدب العربي، إذ يستوجب أن يقترن جواب الشرط بالفاء. أي "فلا برهان له، وذهب آخرون إلى أنّ هذه الجملة صفة أو حالا. إلاّ أنّ الإحتمال الأوّل يبدو أقرب إلى الصواب رغم أنّه لا فرق في المعنى يستحقّ الملاحظة".