[521] والعبارة الأخيرة من الآية تقول: (وَلِتُكَبِّروُا اللهَ عَلى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) لتكبروه على ما وفّر لكم من سبل الهداية، ولتشكروه على ما أنعم عليكم. الشكر في الآية مسبوق بكلمة "لَعَلَّ"، لكن التكبير مؤكد بشكل قاطع غير مسبوق بترجّ. وقد يعود الاختلاف في التعبير إلى أن عبادة (الصوم) هي على كل حال تكبير لله وتعظيم له سبحانه، أما الشكر ـ وهو إنفاق النعم في مواضعها والإِستفادة من الآثار العملية للصوم ـ فله شروط أهمها الإِخلاص التام، وفهم حقيقة الصوم، والإطلاع على أبعاده وأعماقه. * * * 1 ـ الآثار التّربوية والإِجتماعية والصحّيّة للصوم للصوم أبعاد متعددة وآثار غزيرة مادية ومعنوية في وجود الإِنسان، وأهمها البعد الأخلاقي، التّربوي. من فوائد الصوم الهامة "تلطيف" روح الإِنسان، و"تقوية" إرادته، و"تعديل" غرائزه. على الصائم أن يكف عن الطعام والشراب على الرغم من جوعه وعطشه، وهكذا عليه أن يكف عن ممارسة العمل الجنسي، ليثبت عملياً أنه ليس بالحيوان الأسير بين المعلف والمضجع، وأنه يستطيع أن يسيطر على نفسه الجامحة وعلى أهوائه وشهواته. الأثر الروحي والمعنوي للصوم يشكل أعظم جانب من فلسفة هذه العبادة. مثل الإنسان الذي يعيش إلى جوار أنواع الأطعمة والأشربة، لا يكاد يحس بجوع أو عطش حتى يمدّ يده إلى ما لذّ وطاب كمثل شجرة تعيش إلى جوار نهر