[5] بِسْمِ الله الرّحْمنِ الرَحيمِ المقدّمة ما هو التّفسير؟ التّفسير في اللغة الإِبانة وإماطة اللّثام. ولكن هل يحتاج القرآن إلى إبانة وإماطة لثام ... وهو "النّور" و "الكلام المبين"؟! كلاّ، ليس على وجه القرآن لثام أو نقاب ... بل إنّنا بالتّفسير ينبغي أن نكشف اللثام عن روحنا، ونزيح الستار المسدول على بصيرتنا، فنستجلي بذلك مفاهيم القرآن ونعيش أجواءه. من جهة اُخرى، ليس للقرآن بُعدٌ واحدٌ ... نعم، له بُعدٌ عام ميسّر للجميع، ينير الطريق، ويهدي البشريّة إلى سواء السبيل. وله أيضاً أبعادٌ اُخرى للعلماء والمتفكّرين، لأُولئك الطامحين إلى مزيد من الإِرتواء ... وهؤلاء يجدون في القرآن ما يروي ظمأهم إلى الحقيقة، ويغرفون من بحره قدر آنيتهم ... وتتسع الآنية باتّساع دائرة السعي والجهد والإِخلاص. هذه الأبعاد أطلقت عليها الأحاديث اسم "البطون" ... بطون القرآن ... وهي لا تتجلّى للجميع، أو بعبارة أدقّ لا تقوى كلُّ العيون على رؤيتها. والتّفسير يمنح العيون قوة، ويقشع عن البصائر الحجب والأستار، ويمنحنا اللياقة لرؤية تلك الأبعاد بدرجة واُخرى.