[20] الحجاب مَخفي عن الأنظار. وَفي الواقع إِنَّ حجاب الحقد والعداوة والحسد لا يمكن رؤيته بالعين، لأنّها في نفس الوقت تضع حجاباً سميكاً بين الإِنسان والشخص الذي يقوم بحسده والحقد عليه. ب ـ البعض الآخر فسَّر (مستور) بمعنى "الساتر" (لأنّ اسم المفعول قد يأتي بمعنى الفاعل كما فسَّر بعض المفسّرين كلمة "مسحور" في هَذِهِ الآيات بمعنى الساحر)(1). ج ـ القسم الثّالث مِن المفسّرين اعتبر (مستور) وَصفاً مجازياً، أي أنّه لا يعني أنَّ الحجاب مستور، بل إِنَّ الحقائق الموجودة خلف هَذا الحجاب هي المستورة (مِثل شخصية الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم)) وَصدق دعوته وَعظمة أحاديثه). وَعِندَ التدقيق في هَذِهِ التفاسير الثّلاثة يظهر أنَّ التّفسير الأوّل يتلائم أكثر مَع ظاهر الآية. وَفِي بعض الرّوايات نقرأ أنَّ أعداء الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا يأتونه وَهو مَع أصحابه يتلو القرآن، إِلاَّ أنّهم لم يكونوا يرونه، وكأن عظمة الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) تمنعهم من رؤيته ومعرفته، وَبذلك يكون بعيداً عن أذاهم. 4 ـ "أكنّة" و "وَقر" ماذا يعنيان؟ (أكنّة) جمع "كنان" وَهي على وَزن "لسان" وَفي الأصل تعني أي غطاء يمكن أن يستر شيئاً ما، أمّا "كِن" على وزن "جِن" فتعني الوعاء الذي يمكن أن نحفظ في داخله شيئاً ما. أمّا جمع "كن" فهو "أكنان" وَقد توسع هَذا المعنى لِيشمل أي شيء يؤدي إِلى التستُّر، كالأستار والبيت والأجسام التي يتستر الإنسان خلفها. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ نقل عن الأخفش، أنَّ اسم المفعول قد يأتي في بعض الأحيان بمعنى اسم الفاعل مِثل ميمون بمعنى يامن، وَمشئوم بمعنى شائم.