[449] و ـ عن الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "إِيّاك وعقوق الوالدين فإِنَّ ريح الجنّة توجد مِن ميسرة ألف عام ولا يجدها عاقّ"(1). هذا التعبير ينطوي على إِشارة لطيفة، إِذ أن مِثل هؤلاء الأشخاص (العاقين) ليسوا لا يدخلون الجنّة وحسب، بل إنّهم يبقون على مسافة بعيدة جداً منها ولا يستطيعون الإِقتراب مِنها. وينقل "سيد قطب" حديثاً عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) جاء فيه: "عن بريده عن أبيه، أنَّ رجلا كانَ في الطواف حاملا أُمّه يطوف بها، فرأى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله: هل أديت حقّها؟ فأجابه(صلى الله عليه وآله وسلم): "لا، ولا بزفرة واحدة". ويقصد بالزفرة الواحدة الوجعة الواحدة، أو الطلقة الواحدة، التي تغشى الأم حين الولادة والوضع(2). إِذا أردنا نطلق العنان للقلم في هذا المجال، فسيطول بنا المقام ونبتعد عن التّفسير، لكنَ ـ بصراحة ـ يجب أن نعترف بأنَّ كل ما يُقال في هذا المجال فَهو قليل، لأنَّ للوالدين حق العيش والحياة على الولد. في نهاية هذه الفقرة، أشير إِلى أنَّ الوالدين ـ في بعض الأحيان ـ يقترحان على الأبناء أشياء غير منطقية وحتى غير شرعية، طبعاً في مثل هذه الحالات لا تجب الطاعة، ولكن مِن الأفضل أن يتسم التعامل معهما بالهدوء والمنطق، وأن تتم عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأحسن وجه. أخيراً نختم الكلام بحديث عن الإِمام الكاظم(عليه السلام) قال فيه: إِنَّ رجلا جاءَ النّبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) يسأله عن حق الأدب على ابنه، فأجابهُ(صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: "لا يسميه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس قبله، ولا يستسب له"(3) (اي لا يفعل شيئاً يؤدي ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ جامع السعادات، ج 2، ص 257. 2 ـ في ظلال القرآن، ج 4، ص 2222، الطبعة العاشرة. 3 ـ نور الثقلين، ج 3، ص 149.