[428] تؤكد ما ذهبنا إِليه أنَّ المشاهدة تدخل في إِطار المعنى الواسع للقراءة. وقد تقدم في الآيات السابقة أنَّ تفصيلات صحيفة الأعمال هذه، لا يمكن إِنكارها بأي وجه، لأنَّ الآثار الحقيقية الموضوعية (أي الخارجية) والتكوينية للعمل تشبه كثيراً الصوت المسجَّل للإِنسان، أو الصورة المأخوذة له، أو بصمات أصابعة، وأيّاً مِن هذه الآثار لا يجد الإِنسان إِلى نكرانها سبيلا! 3 ـ البريء لا يؤخذ بجريرة المذنب: في منطق العقل وتوجيهات الأنبياء(عليهم السلام) لا يمكن مُعاقبة البريء بسبب جريمة المذنب، وهذا تماماً عكس ما هو شائع بين عامّة الناس مِن خلال المثل الذي يقول (يحرق الأخضر واليابس معاً)، وكمثل على ذلك، نرى أنَّ في كل المدن والمناطق التي كانت في حدود نبوة النّبي لوط(عليه السلام)، لم تكن هناك سوى عائلة مؤمنة واحدة، ولكن عندما نزل العذاب على قوم لوط(عليه السلام) أنجى اللّه تلك العائلة، وكتب لها سبيل الخلاص مِن العذاب العام، وهكذا لم تؤخذ هذه العائلة المؤمنة البريئة بجريرة القوم المذنبين. وتتحدث الآية، مِن مجموع الآيات التي نحن بصددها، بصراحة عن هذه القاعدة، فتقول: (ولا تزرُ وازرةٌ وزر أُخرى). وإِذا صادَف أن وجدنا مِن بين الأحاديث غير المعتبرة، أموراً تعارض هذا القانون الإِسلامي العام. فيجب ترك تلك الأحاديث أو توجيهها. وفي هذا الإِتجاه، أمامنا رواية تقول: إِنَّ الشخص الميت يتعذَّب ببكاء الحىّ، (وهنا يُحتمل، ومِن باب توجيه الحديث، أن يكون الغرض مِن العذاب، هو ليس العذاب الإِلهي، بل الأذى الذي يصيب الميت من ذلك عندما تطَّلع روحه على جزع الأهل والأقرباء). ويتّضح هنا ـ أيضاً ـ مصير عقيدة الأشخاص الذين يقولون: إِنَّ أبناء الكفّار