[31] ولكنّ هذا العمل أصبح بالتدريج مألوفاً عندهم ونما عندهم الإِنحراف الجنسي وبلغ عملهم حدّاً أنّهم تلوّثوا بالآثام من قرنهم إِلى قدمهم(1). وربّما جرّ المزاح غير المناسب بين الذكور أو بين الإِناث إِلى هذا الإِنحراف، فعلى كل حال، ينبغي ملاحظة هذه المسائل بدقة إِنقاذ المنحرفين والملوّثين بهذا الذنب بسرعة، ويطلب من الله التوفيق في هذا السبيل. أخلاق قوم لوط: ونقرأ في الرّوايات والتواريخ الإِسلامية أعمالا سيئة كانت عند قوم لوط سوى الإِنحراف الجنسي المشار إِليه، ومن هذه الأعمال ما ورد في "سفينة البحار" حيث نقرأ مايلي: ... قبل كانت مجالسهم، تشتمل على أنواع المناكير مثل الشتم والسخف والصفع والقمار وضرب المخراق وخذف الأحجار على من مرّ بهم، وضرب المعازف والمزامير وكشف العورات(2). وواضح أنّ الإِنحراف في مثل هذه البيئة وأعمال السوء تأخذ أبعاداً جديدة كل يوم، وبغض النظر عن قبح الأعمال السيئة ـ أساساً ـ تبلغ الحال درجةً لا يُرى عندها أي عمل في نظر تلك البيئة سيّئاً أو منكراً. ويوجد في عصر تقدم العلوم من هم أشقى من قوم لوط حيث يسلكون نفس ذلك السبيل وقد تصل أعمال هؤلاء المخزية إِلى درجة ننسى عندها أعمال قوم لوط ... . * * * ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ البحار، ج 12، ص 147. 2 ـ سفينة البحار، ص 517.