[574] الإشكال(1). وفي الآية الأخيرة التي تنتهي بها قصّة "هود" و قومه "عاد" بيان لنتيجة أعمالهم السيئة والباطلة حيث تقول الآية : (واتبعوا في هذه الدنيا لعنة) وبعد الموت لايبقى إلاّ خزيهم والصيت السيء (ويوم القيامة) يقال لهم (ألا إن عاداً كفروا ربّهم ألا بعداً لعاد قوم هود) . وكان يكفي تعريف هذه الجماعة بلفظ "عاد" ولكن بعد ذكر عاد جاء لفظ "قوم هود" أيضاً لتوكّد عليهم أوّلا ، ولتشير الى أنّهم القوم الذين آذوا نبيهم الناصح لهم ثانياً ، ولذلك فقد أبعدهم الله عن رحمته . * * * بحثان 1 ـ قوم عاد من منظار التاريخ بالرغم من أنّ بعض المؤرّخين الغربيين كــ "أسبرينكل" أرادوا أن ينكروا قصّة "عاد" من الناحية التاريخية ، وربّما كان ذلك بسبب عدم توفر ذكر لهم في غير الآثار الإسلامية، ولم يجدوها في كتب العهد القديم "التوراة" ولكن هناك وثائق ـ تشير إلى قصّة عاد ـ مشهورة إجمالا بين العرب في زمن الجاهلية ، وقد ذكرهم شعراء العرب قبل الإسلام ، وحتى في العصر الجاهلي كانوا يطلقون لفظ "العاديّ" على البناء العالي والقوي نسبة إلى عاد . ويعتقد بعض المؤرّخين أنّ لفظ "عاد" يُطلق على قبيلتين: احداهما : قبيلة كانت تقطن الحجاز قبل التاريخ ثمّ زالت وزالت آثارها أيضاً ، ــــــــــــــــــــــــــــ (1) يراجع في هذا الصدد تاج العروس للزبيدي والمفردات للراغب مادة (جبر) و (كبر) ومجمع البيان وتفسير البيان ذيل الآية محل البحث وآيات سورة الحشر الأخيرة .