[23] فهذه التشبيهات السبعة في الرّوايات الست المذكورة، آنفاً في شأن المهدي(عليه السلام)، تبيّن هذه الواقعية وهي أنّ هناك علاقه وارتباط بين مسألة الإِنتظار من جانب، وجهاد العدوّ في أشدّ أشكاله من جانب آخر "فتأملوا بدقّة". 7 ـ كما ورد في روايات متعددة أن انتظار مثل هذه الحكومة الحقة من أفضل العبادات، وهذا المضمون ورد في بعض أحاديث النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وكلام الإِمام أميرالمؤمنين علي(عليه السلام). فقد ورد عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "أفضل أعمال أُمّتي إنتظار الفرج من الله عزّوجلّ".(1) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث آخر: "أفضل العبادة انتظار الفرج".(2) وهذان الحديثان يشيران إِلى انتظار الفرج، سواء الفرج بمفهومه الواسع العام أو بمفهومه الخاص أي انتظار ظهور المصلح ويبيّنان أهمية الإِنتظار بجلاء أيضاً. ومثل هذه التعابير تعني أنّ الإِنتظار معناه الثورية المقرونة بالتهيؤ للجهاد، فلابدّ أن نتصوّر هذا المعنى لنفهم المراد من الإِنتظار، ثمّ نحصل على النتيجة المتوخاة. مفهوم الإِنتظار! الإِنتظار: يطلق عادةً على من يكون في حالة غير مريحة وهو يسعى لإِيجاد وضع أحسن. فمثلا المريض ينتظر الشفاء من سقمه، أو الأب ينتظر عودة ولده من السفر، فهما أي المريض والأب مشفقان، هذا من مرضه وذاك من غياب ولده، فينتظران الحال الأحسن ويسعيان من أجل ذلك بما في وسعهما. وكذلك ـ مثلا ـ حال التّاجر الذي يعاني الأزمة السوقية وينتظر النشاط ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الكافي، حسب ما جاء في البحار، ص 136 و 137. 2 ـ المصدر السّابق.