[17] كما أن الشيخ الصدوق رضوان الله عليه روى عن الإِمام الصادق(عليه السلام) في تفسير هذه الآية ـ في كتابه إِكمال الدين ـ أنّه قال: "والله ما نزل تأويلها بعدُ،ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم، فإِذا خرج القائم لم يبق كافر بالله العظيم".(1) وهناك أحاديث أُخرى بهذا المضمون وردت عن أئمة المسلمين عليهم السلام. كما أنّ جماعةً من المفسّرين ذكروا هذا التّفسير في ذيل الآية أيضاً. إِلاّ أنّ المدهش أن كاتب "المنار" هنا لم يكتف برفض هذا التّفسير المذكور آنفاً، بل ناقش الأحاديث في المهدي(عليه السلام)، وحاول أن ينكر بتعصبه الخاص جميع الأحاديث الواردة في شأنه، ولم يألُ جهداً في التذرع بما لديه من الحجج الواهية ليقول: إِنّ هذه الأحاديث لا يمكن قبولها بحال، ويزعم أنّ الإِعتقاد بوجود المهدي من أفكار الشيعة، ومعتقداتهم، أو معتقدات من يميل إِلى التشيّع. ثمّ بعد هذا كلّه يرى صاحب "المنار" أنّ الإِعتقاد بوجود المهدي مدعاة للتخلف والرّكود! ومن هنا نرى أنّه لابدّ أن نعالج ـ ولو باقتضاب ـ الرّوايات الواردة في شأن المهدي "عجّل الله فرجه الشّريف" وآثار هذا الإِعتقاد في تقدم المجتمع الإِسلامي، ومواجهة الظلم والفساد، ليُعلم أن التعصب اذا دخل من باب خرج العلم والمعرفة من باب آخر. ومع أنّ صاحب المنار له باع طويلة في العلوم والمعارف الإِسلامية، إلاّ أنّه لنقطة الضعف التي ابتلي بها "التعصب الشديد" يقلب بعض الحقائق الجليّة وينكرها تماماً. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ نورالثقلين، ج 2، ص 211.