[692] سبحانه في صفاته وأعماله، والتوسل الذي تحدثنا عنه لا صلة له مطلقاً ولا تشابه مع الشرك. 2 ـ يصرّ البعض وجود الفرق بين حياة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة المعصومين(عليهم السلام)وبين وفاتهم، وكما رأيت فإِنّ الكثير من الأحاديث السالفة كان يخص ما بعد وفاة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، بالإِضافة إِلى ذلك فإِن الفرد المسلم يعتقد بأن للنّبي والصالحين بعد وفاتهم حياة برزخية أوسع من الحياة الدنيا، وقد صرّح القرآن في هذا المجال بخصوص حياة الشهداء، حيث أكّد أنّهم ليسوا أمواتاً بل أحياء عند ربّهم(1)... . 3 ـ وأصرّ آخرون على أنّ هناك فرقاً بين طلب الدعاء من النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وبين القسم على الله بجاه النّبي، فهؤلاء يجيزون طلب الدعاء ولا يجيزون ما سواه، في حين لا يوجد بين هذين الأمرين أي فرق منطقي. 4 ـ يسعى البعض من كتاب وعلماء السنة وبالأخص "الوهابيون" منهم، وبعناد خاص، إِلى الإِدعاء بضعف جميع الأحاديث الواردة في موضوع التوسل، أو تجاهلها بشتى الحجج الواهية. وهؤلاء يبحثون هذا الموضوع باُسلوب خاص يظهر من خلاله لكل ناظر محايد أنّهم اختاروا في البداية هذا الإِعتقاد لأنفسهم، ثمّ يحاولون ـ بعد ذلك ـ فرضه على الرّوايات الإِسلامية ويعمدون بشكل من الأشكال إِلى إِزاحة كل من يخالف معتقدهم هذا عن طريقهم، وهذا الأُسلوب المشوب بالعصبية ومجافاة المنطق لا يقبل به أي باحث منصف مطلقاً. 5 ـ لقد بيّنا أنّ أحاديث التوسل قد وصلت بكثرتها إِلى حد التواتر، أي أنّها لوفرتها تغني الباحث عن التحقيق في أسانيدها، إِضافة إِلى ذلك فإِنّ من بين هذه الأحاديث الكثير من الروايات والأحاديث الصحيحة، فلا يبقى بذلك لمن يريد الإِعتراض على بعض الأسانيد أي مجال. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ آل عمران، 169.