[680] الجانب الآخر المخاطب بهذه الدّعوة(1). والسوال الآخر الذي يمكن أن يرد في هذا المجال أيضاً، هو عن سبب ورود اسم بنيإِسرائيل بالذات في هذه الآية، مع أنّها تشمل حكماً لا يخص هذه الطائفة؟ ويمكن القول في الحواب بأن سبب الإِتيان باسم بنيإِسرائيل في هذه الآية هو أن هذه الطائفة قد شاعت بينها حوادث القتل وإِراقة الدماء، وبالأخص ما كان منها ناشئاً عن الحسد وحبّ الذات والأنانية وحبّ التسلط، وما زال الذين يتعرضون للقتل على أيدي هذه الطائفة ـ في الوقت الحاضر ـ هم الأبرياء من الناس غالباً، ولهذا السبب ورد هذا الحكم الإِلهي ـ لأوّل مرّة ـ في سيرة بنيإِسرائيل! وتشيرالآية في آخرها ـ إِلى انتهاكات بنيإِسرائيل، فتؤكّد أن هذه الطائفة على الرغم من ظهور الأنبياء بينهم يحملون الدلائل الواضحة لإِرشادهم، إِلاّ أنّ الكثير منهم قد نقضوا وانتهكوا القوانين الإِلهية، واتبعوا سبيل الإِسراف في حياتهم، حيث تقول الآية: (ولقد جاءتهم رسلنا بالبيّنات ثمّ إنّ كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرقون). ويجدر الإِنتباه إِلى أنّ كلمة "إِسراف" لها معان واسعة، تشمل كل تجاوز أو تعد عن الحدود، ولو أنّها تستخدم في الغالب في مجال الهبات والنفقات. * * * ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 620 وقد وردت في هذا المجال روايات أُخرى بنفس المضمون.