( 95 ) وأمّا وجه الصلة بين المقسم به والمقسم عليه هو انّه سبحانه أقسم بعامة الاَسباب التي يتم بها أمر التدبير في العالم، لغاية أنّ هذا التدبير ليس سدى وبلا غاية، والغاية هي يوم الدين والجزاء وعود الاِنسان إلى المعاد، إذ لولا الغاية لاَصبح تدبير الاَمر في البر والبحر والجو وتدبير الملائكة شيئاً عبثاً بلا غاية، فهو سبحانه يحاول أن يبين أنّما يقوم به من أمر التدبير لغاية البعث وانتقال الاِنسان من هذه الدار إلى دار أُخرى هو أكمل. وفي ختام البحث نود أن ننقل شيئاً عن عظمة الرياح والسحاب والتي كشف عنها العلم الحديث. فالرياح هي حركة الهواء الموجود في الطبقات السفلى من الجو، إذا سارت متوازية مع سطح الاَرض، وتختلف سرعة الرياح حتى تصل إلى مائة كيلومتر في الساعة فتسمى زوبعة، وإذا زادت على مائة سمّيت إعصاراً، وقد تصل سرعة الاَعصار إلى 240 كيلومتراً في الساعة، والرياح هي العامل المهم في نقل بخار الماء وتوزيعه، ومن تكاثف هذا البخار في الهواء بالتبريد،بعد أن تصل حالته إلى ما فوق التشبع تتكون السحب. ويختلف ارتفاع السحب على حسب نوعها،فمنها ما يكون على سطح الاَرض كالضباب، ومنها ما يكون ارتفاعه بعيداًإلى أكثر من 12 كيلومتراً. كسحاب السيرس الرقيق. وعندما تكون سرعة الرياح الصاعدة أكثر من ثلاثين كيلومتراً في الساعة، لا يمكن نزول قطرات المطر المتكون، وذلك بالنسبة لمقاومة هذا الريح لها،ورفعها معه إلى أعلى، حيث ينموحجمها، ويزداد قطرها. ومتى بلغت أقطار النقط نصف سنتيمتر، تتناثر إلى نقط صغيرة لا تلبث أن تكبر بدورها، ثمّ تتجزأ بالطريقة السابقة وهكذا... وكلما تناثرت هذه النقط، تشحن بالكهرباء الموجبة وتنفصل الكهرباء